أنا لا أزالُ أحبّكِ
عَلَيْكِ إِذًا..
أنْ تَكونِي على قَدْرِ عُنْفِي
وَأَنْ تَسْتَقِيلِي مِنَ الوَهْمِ،
أَنْ تَترُكِي نَهْشَ ضَعفِي
وأن تُمهِلِيني قليلاً،
إِلَى أَنْ أَلُمَّ جُرُوحِي،
وَأُوقِفَ في رِحْلَةِ النَّزْفِ نَزْفِي
وَأُخرِجَ مِنْ مَوْجِ عَيْنَيْكِ أَشْلاءَ حَرْفِي!
أُرِيدُكِ أَنْ تَمنَحِينِي مَزِيدًا مِنَ الوَقتِ،
حَتَّى أُعِيدَ صِيَاغَةَ ظَرفِي
وَحَتَّى أُعِيدَ إِلَى فِكْرَتِي نِصْفَهَا،
أَو أُغَادِرَ – فِي مُنْتَهَى الصَّمْتِ – نِصْفِي
قِفِي جَانِبًا إِنْ وَهَنْتُ،
ولا تَسْمَعِي وَقْعَ خَوْفِي
وَلا تَسْمَعِينِي إِذا ما بَكَيْتُ،
ولا تَرْحَمِي بُؤْسَ طَيْفِي
عَلَيْكِ مِنَ الآنَ،
أَنْ تَأْلَفِي طَيْرَ غَيْرِكِ في بَيْدَرِي،
أَوْ تَرَيْ شَعْرَ غَيْرِكِ في دَفْتَرِي،
أَو تَذُوبِي على لَوحَةٍ،
لا يُعَانِقُ أَلوانَهَا لَوْنُ وَصْفِي
وَأَنْ تَقْبَلِي – إِنْ لَقِيتُكِ في صُدْفَةٍ –
مَيْلَ طَرْفِي
عَلَيْكِ مِنَ الآنَ ألاَّ تَغَارِي،
إِذَا مَرَّ طِيْفُكِ فِي خاطِرِي ذاتَ يَومٍ،
وَمَا فّزَّ لَهْفِي
أَنا لا أَزالُ أُحِبُّكِ،
لا... لَسْتُ أُخْفِي
أَنا لا أَزالُ أُحِبُّكِ رغْمَ اخْتِنَاقِي،
ورغْمَ احتِرَاقِي،
ورغْم قِيامِ الْقِيامَةِ في جَوْفِ جَوْفِي
أَنا لا أَزالُ أُذِيبُكِ في خَافِقِي،
رغمَ أَنْفِي
وَأَعْلَمُ أَنَّ جَلِيدَكِ،
ما زالَ يُوقِظُ في صَلَفٍ جُوعَ رَجْفِي
وَيُغِرِي بِقَلْبِي السُّكُوتَ،
وَيَغْتَالُ عَزْفِي
فَلا تَحزَنِي إِنْ تَنَاثَرْتُ في غيْرِ أُفْقِكِ،
إِنِّي مِنَ الآنَ أُعْفِيكِ مِنِّي،
فَلا تُحرِجِينِي بِنَظْرَةِ عَطْفِ
ولا تُوجِعِينِي بِحزِّ التَّشَفِّي
وَإِنِّي مِنَ الآنَ أُلْجِمُ فيكِ القَصِيدَ،
فَما عَادَ حُسْنُكِ عُنْوانَ وَصْفِي
وَمَا عُدْتِ سَيِّدَةَ الدَّمعِ عِندِي،
وَمِندِيلَ ذَرفِي
فَغِيبِي إِذًا...
لمْ أَعُدْ قادِرًا أَنْ أَقولَ بَلَى،
ثمَّ أَنْفِي
ولا تَأْسَفِي إِنْ شَهِدْتِ تَسَاقُطَ رُوحِي،
على غَيْرِ كَفَّيْكِ،
فالْحَتْفُ حَتْفِي
وَإِنِّي سَأَقْطَعُ كَفِّي، وَأَمْضِي
إِذَا لَمْ تُطِعْنِي،
على هَجْرِ كَفَّيْكِ... كَفِّي!