اخواني خواتي حبيت اليوم نكتبلكم عن مواقف فعلتها امي ..هذه المواقف حفرت في ذاكرتي ولن انساها ماحييت ..سارويها بكل صدق ...واتمنى انا ارى ردودكم على هذه المواقف.
توفي والدي وعمري 3 سنوات ..نحن اسره مكونه من 10 افراد ..عشنا ككثير من العائلات الليبيه في ضنك وفقر...فكان دخل اسرتنا هذه 105 دينار شهريا من عام 1982 اي سنة وفاة والدي وحتى اواخر التسعينات عندما بدانا في الاعمال بفضل الله.
بعد وفاة والدي تقدم صديق والدي للزواج من امي لكنها رفضت...وقالت توفى صالح وترك لي 10 اطفال وسيحتاجونني اكثر من اي وقت مضى.
كانت امنا وستبقى هي الصديقه والام والاب وكانت كل شيئ في حياتنا.
وحتى اختصر عليكم ...سابدئ في بعض المواقف....
احد المواقف عندما خرجنا انا واخوتي للمدرسه وكان البرد قارس للغايه...قامت والدتي بنزع البطانيه من فوقها ونامت في البرد بدون غطاء وقالت.....يجب ان اشعر بالبرد الذي يشعر به ابنائي.
موقف اخر ايظا عندما تاخرنا عن المدرسه وبسرعه شربنا الشاي وكان بدون سكرثم خرجنا سريعا...بعدها صحت اختي ولاحظت ان الشاي باسل ...عندها وضعت اختي السكر في كوب الشاي وشربته وعندما ارادت فعل ذلك مع كوب امي ..امتنعت امي وشربته باسلا مثل ما حصل مع ابناءها.
موقف اخر والله ابكاني كثيرا عندما سمعته....كان الحليب في تلك الايام بالنسبة لنا من الرفاهيات التي ليس من السهل الحصول عليها فنشربه اسبوعا وننساه بقية الشهر....وكنت انا اكره الشاي ولا اشربه الا لكي لا احزن امي.
في احدى الليالي البارده وكان عمري 10 سنوات صحوت من الجوع وكنت ابكي ...كانت الثلاجه فارغه ولم يكن لدينا الا الخبز...بكيت وصرخت وكنت اريد حليب...
عندما روت لي امي هذا الموقف قالتلي ...اقسم بالله ان الحليب في تلك الفتره لم يكن موجودا ابدا لدينا...ولان الساعه كانت متاخره لم تستطع طلب الحليب من جيراننا ....بكت والدتي يومها من ضيق ذات اليد ..ودعت الله وتضرعت اليه ان يفك كربنا ودعته ان يصبرني عن جوعي لعلي انام .
في لحظة ما شعرت والدتي بفرج قد حل علينا ...وقالتلي بانها اتجهت الى المخزن الذي لم يكن به الا الحلل والطناجر وكانت في طريقها اليه تلهج الى الله بالذكر والدعاء.
قالتلي عندما دخلت المخزن وفور دخولي وجدت علبتين من الحليب في الرف الذي امامي مباشرة.
واقسمت لي امي بانها كانت تدخل للمخزن في اليوم مرات عديده وان الحليب لم يكون موجودا منذ ايام لدينا.
هذا غيض من فيض من مواقف امي التي اسال الله ان يمد في عمرها وان يجعلنا من اهل الرضا بها.
على فكره الان الحمد لله عملت في التجاره وفتح الله علينا وعوضنا الله في الدنيا خيرا...وان شاء الله يعوضنا في الاخره من فضله.