السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا نقدم؟
وربما يسأل البعض في هذا المجال: ماذا عسانا ان نقدم؟؟ انك تستطيع ان تقوم بأعمال كثيرة , ان تحرك لسانك , ويدك , وان تتبرع في سبيل القضيه, علما بأن التبرع ليس بكميه المبلغ الذي تدفعه و لكن بمقدار حبك لهذا المال وانتزاع هذا الحب من نفسك كما يقول تعالى : ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) (ال عمران/92).
وفي هذا المجال يروى ان النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم)صنع للزهراء عليها السلام قميصا جديدا ليلة عرسها و زفافها و كان لها قميص مرقوع و اذا بسائل على الباب يقول: اطلب من بيت النبوة قميصا خلقا فأرادت ان تدفع اليه القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) فدفعت له الجديد فلما قرب الزفاف نزل جبرئيل وقال:يامحمد ان الله يقرئك السلام وأمرني ان اسلم على فاطمة وقد ارسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الاخضر.
بين القول والفعل
وهكذا فكلما كان قلب الانسان متعلقا بشئ كلما كانت علاقته النفسية به شديدة وكما استطاع هذا الانسان تحدي هذه العلاقة كان ثوابه عظيما وخصوصا العلماء وبالاخص طلبه العلوم الدينية والمبلغين فليس من الصحيح ان يدعوا الناس الى الانفاق في حين انهم لا ينفقون بشكل عملي كما يقول تعالى: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب))(البقرة/44).
وكما يقول الامام علي عليه السلام: "ما احثكم على طاعة الا واسبقكم اليها".
ونحن لو تعمقنا في الايه السابقة وخشعنا لها لتبين لنا قبح وبشاعة ان يدعو الانسان الناس الى سلوك هو لا يتحلى به كما يقول عز وجل من قائل:
((كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون)).
فالله عز وجل يمقت ويحتقر ذلك الانسان الذي يدعو الى البر ثم لا يبادر اليه من خلال العمل والانفاق والجهاد.فلنكن اذا كما كان الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه الاوفياء لنكن عند اقوالنا وادعاءاتنا ولنكن حسينيين في سلوكنا وتصرفاتنا ومواقفنا فيكون بأمكاننا خدمة رسالتنا الاسلامية الخدمة الافضل والامثل.